18‏/09‏/2013

التعديل الوزاري(تحليل)



أعلن مساء أمس الثلثاء عن تعديل جزئي علي حكومة، الوزير الاول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف خرج بموجبه من الحكومة ستة وزراء و غير اربعة وزراء وظائفهم ودخل خمسة وزراء جدد بالاضافة الي ابعاد مدير الديوان كوزير للتعليم العالي.

التعديل شمل ما مجموعه اثنتي عشرة حقيبة وزارية .
فقد خرج من الحكومة وزير الداخلية محمد ولد ابيليل الذي كان خروجه منتظرا منذ عدة اشهر بسبب تقاعده و اهتماماته السياسية المحلية، حيث تشير الاخبار الي توجهه للترشح في النيابات المقبلة في مقاطعة كرمسين .
الوزير الثاني الذي خرج من الحكومة هو وزير العدل الاستاذ عابدين ولد الخير، والذي تميزت فترته علي الوزارة بالمشاكل مع كل الفاعلين في الوزارة و محاولته تمييع قطاع العدالة من خلال زرع التفرقة بين المحامين ثم القضاة وكتاب الضبط.
ولد الخير خلق اعداء للرئيس في قطاع العدالة بدون أن يكون الرئيس يقصد ذلك حسب المراقبين .
كما خرج وزير المياه و الصرف الصحي محمد الامين ولد ابي و هو خروج منطقي خاصة مع ما تعيشه نواكشوط والمدن الاخري من مشاكل في الصرف الصحي، حيث لم تستطع الوزارة التخطيط لها رغم ثرثرة الوزير الكثيرة في المناسبات الاعلامية.
هذا الوزير الذي يعتبر من أطول وزراء ولد عبد العزيز فترة في وزارته ركز في عمله علي الحزء الخاص بالمياه وقد تكون لمنح صفقات مشروع بحيرة اظهر و افطوط الشرقي علاقة باقالته مع ان بعض المراقبين يتوقع مستقبلا لهذا الرجل الذي ينتمي لعائلة كبيرة (مع انها ليست مجمعة علي تمثيله لها).
رابع وزير خرج من الحكومة هو وزير الصيد الذي تشير المعلومات الي خلافه مع مستشاره القوي المقدم البحري السابق الشيخ ولد احمد .
و هو رجل ليست له علاقات واسعة ولم يذكر اسمه في اي ملف أيا كان و تميزت فترته في وزارة الصيد بتسيير الامور الجارية دون زيادة و نقصان .
خامس الوزراء المغادرين للحكومة هو وزير الدولة احمد ولد باهية، أو ما يعرف بوزير الحوار و قد يكون الرجل قد تضرر من علاقته الحميمة مع مدير الديوان السابق ولد احمد ازيد بيه وربما دخوله في مؤمرات هذا الرجل الذي يعشق خلق الاعداء.
لكن البعض يري ان الرجل قد يأخذ بسرعة مكان الوزير الامين العام للرئاسة سي اداما الذي يتوقع ان يتركه من اجل الترشح في امبود .
هذا الرجل خرج من الوزارة تماما مثلما دخلها فهو لا يعرف لماذا عين وزيرا، و اليوم لايعرف لماذا تمت اقالته
الوزير الوحيد الذي يستغرب الكثيرون من خروجه من الحكومة هو وزير النفظ الطالب ولد عبدي فال الذي لو كانت الكفاءة في العمل تجعل الانسان لا يخرج من الحكومة لما غادر هذا الرجل الخلوق الحكومة .
ولد عبدي فال المعروف بنزاهته و جديته في العمل و بمعرفته الكبيرة للملفات الموجودة تحت امرته و عدم اهتمامه بالأمور الشكلية لن يبقي كثيرا من دون مهمة نتيجة الثقة الكبيرة التي يحظي بها عند الرجل القوي في البلد .
لقد كان التغيير الجديد في جوانب كثيرة منه معبرا الي حد كبير عن تطلعات طبقة واسعة خاصة من الداعمين للرئيس محمد ولد عبد العزيز.
فإبعاد مدير ديوان رئيس الجمهورية الدكتور اسلكوا ولد احمد ازيد بيه الي وزارة التعليم العالي و البحث العملي التي فقدت بالمناسبة تسمية وترتيب وزير الدولة تعبر عن شعور الرئيس بان مدير ديوانه لم يعد يقوم بواجبه و اثار احتفاظه به حفيظة الكثيرين فهو يصنع الاعداء للرئيس بدل كسب الاصدقاء له.
و هذا الرجل المعروف بسلوكه الخاص لعب مؤخرا الكثير من الادوار الغير طيبة و استخدم نفوذه و اسم الرئيس مرات عديدة في مؤامرات قذرة تتعارض مع مهمته كمدير لديوان الرئيس .
و تدخل في الكثير من الملفات تدخلا كان غير موقف في اغلبه مثل ما حدث في ملف الجامعة منذ سنتين تقريبا عندما اقتربنا من اندلاع حرب عرقية فيها و تدخله خلال فترة ماضية في الاعلام من خلال تسييره بشكل كاريثي جعل النظام يفقد مصداقيته لدي المواطن البسيط الي غير ذلك من التدخلات الغير ناجحة .
وسيشعر الكثيرون بالارتياح حتي داخل موظفي الرئاسة من سقوط هذا الرجل , لكن تعينه علي وزارة التعليم العالي سيجعل الطلاب و استاذة الجامعة في مواجهة مع هذا الرجل الذي يهوي خلق الاعداء بمناسبة و بغيرها.
لقد شكل التغيير الجديد الاعلان الضمني نهاية العزلة الغير معلنة التي كانت تفرض علي بعض المجموعات ذات الحجم الديمغرافي و السياسي الكبيران في موريتانيا و في هذا الاطار يدخل تعيين سيد ولد الزين علي راس احدي وزارات السيادة و هي وزير العدل.
كما شكل في بعضه تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب (الخارجية - الداخلية - المياه و الصرف الصحي - التعليم العالي و البحث العلمي - الامين العام للحكومة)
كما شمل التغيير الموفق حسب المراقبين بعض الرسائل الايجابية في اتجاه بعض اقطاب السياسة خاصة منسقية المعارضة من خلال تعيين اداري قد ينظر اليه علي انه مستقل في وزارة الداخلية(علي الاقل منذ توليه منصب والي قبل اكثر من ثلاث سنوات) وكذلك تعيين رجل علي قطاع العدالة مع انتمائه للمجلس الوطني للحزب الحاكم لكنه قد يحظى باحترام من المعارضة بسبب مسالمته و يتمني البعض ان يقتبس من ما قامت به مديرة التلفزة الجديدة مؤخرا من خلال الاعلان عن الاستقالته من الهيأة القيادية للحزب الحاكم .
التعديل الجديد الذي حمل الورقة التي كتبت فيها الاسماء حسب معلومات الطواري مدير الديوان السابق دون ان يعرف محتواها و سلمها للمديرة العامة للتلفزة عشر دقائق قبل اذاعتها في نشرة الثامنة عين رجل من بيئته في قطاع مناسب له هو وزير الخارجية و التعاون الجديد الذي خبر هذا القطاع كثيرا .
التعديل الجديد حافظ علي بعض الوزراء في وظائف اخري اقل اهمية مثل ما حدث مع وزير الخارجية السابق و كذلك الامين العام السابق للحكومة و مدير ديوان الرئيس السابق و رفع درجة وزراء من وزراء منتدبين الي وزراء بكامل السلطة.
كما حافظ التعديل علي بعض التوازنات العرقية و القبلية مع تراجع تمثيل بعض المجموعات .
وسيكون لتعيين مدير ديوان جديد للرئيس المنتظر خلال الساعات المقبلة اكبر اثر علي تحسين علاقة مؤسسة الرئاسة مع الفاعلين السياسيين و الاجتماعيين .
فالرئيس يحتاج الي ان يختار مدير ديوان يتمتع بخلق و مؤهلات خاصة في هذه السنة الانتخابية فاخطر ما يتأثر منه الرؤساء هم البطانة السيئة التي تفرض نفيها بكل الوسائل .
ومن المتوقع ان تكون هناك تغيرات كثيرة اخري خلال الايام المقبلة و قد تشمل هذه التغيرات اهم المؤسسات الكبيرة في الدولة و قد تطال حتي بعض اركان المؤسسة العسكرية التي تعمل منذ عدة اشهر خارج القانون بالنسبة لبعضها
لقد بدأ الرئيس ولد عبد العزيز منذ مساء الثلثاء اعادة ترتيب بيت نظامه الداخلي بجعله اكثر انسجاما من خلال انهاء حالة التنافس الهدام بين بعض اركان نظامه المدنيين استعدادا للحوار المقبل مع المعارضة و كذلك تحضيرا للاستحقاقات المقبلة

معلومات عن الوزراء الجدد:

وزير الخارجية احمد ولد تكدي

سفير سابق في عدة دول منها اسرائيل و الاردن و الامم المتحدة و تدرج في سلم الوظائف الدبلوماسية و هو صهر السفير الموريتاني في الجزائر و الانين العام السابق للحزب الجمهوري بلاها ولد مكية و هو من ولاية ادرار و بالتحديد من مدينة شنقيط .

وزير العدل سيد ولد الزين

اطار تخرج من فرنسا في تخصص الاقتصاد ويتمتع بخبرة كبيرة في مجال الاقتصادي و سبق ان تولي عدة مهام كان اخرها توليه مهمة مستشار للوزير الاول مع رئاسة لجنة الشفافية في المواد الاستخراجية و سبق ان كان احد اركان الجناح الداعم للمرشح الزين ولد زيدان و هو عضو في المجلس الوطني للحزب الحاكم .
و له علاقات واسعة في المجتمع المدني و الاعلام و يعرف عنه حسن الخلق و ينتمي الي اسرة اهل الزين المعروفة في تجكجة في ولاية تكانت .

وزير الداخلية محمد ولد احمد سالم ولد محمد راره

هو اداري مدني تدرج في سلم الوظائف في الادارة الاقليمية حيث عمل حاكما في عدة مقاطعات من الوطن ثم واليا و يعرف بشخصيته القوية و هو معروف بنزاهته في العمل و بالاستقلاليته و هو سليل اسرة اهل محمد راراه المعروفة و كان يعمل كوالي لولاية اترارزة و هو من سكان ولاية الحوض الغربي .

وزير المياه و الصرف الصحي احمد سالم ولد البشير

هو مهندس كهريائي متفوق في دراسته دخل الي الشركة الوطنية للكهرباء قبل عقد ونصف و تدرج غيها كل الرتب وخبر العمل الفني و قد سبق ان تولي وظيفة الامين العام لوزارة المياه قبل ان يتم تعينه مديرا عاما لشركة صوملك التي استطاع ان يحقق خلال فترة توليه لإدارتها الكثير من الانجازات المعتبرة مكنت الشركة من استعادة عافيتها و هو من سكان مدينة لعيون مع ان اصوله من الشمال الموريتاني .

وزيرة التكوين المهني و التنقنيات الجديدة فاطمة حبيب

تعتبر الدكتورة فاطمة حبيب افل الوزراء الجدد معرفة من طرف العامة حيث ان هذه الطبيبة المتخصصة في امراض النساء لم تكن علي علاقة بالسياسية و الاعلام حيث انها عملت في قطاع الصحة كطبيبة للنساء في مستشفي الامومة و الطفولة قبل ان يتم تعينها مؤخرا كمديرة مساعدة لمركز الاستطباب في روصو و قد يكون لانتمائها لشريحة لحراطين الفضل في تعينها من اجل المحافظة علي التوازنات و هي في الاصل من مقاطعة تجكجة في ولاية تكانت .
المصدر: موقع الطواري http://tawary.com/spip.php?article15843