23‏/09‏/2013

تغيير النشيد الوطني.... لماذا؟


        إن الدعوة إلى تغيير النشيد الوطني، دعوة تحتاج إلى إعادة النظر والتأمل، لما تنطوي عليه من تغيير لنشيد ورمز سبق وأن ترسخ في قلوب الموريتانيين وأصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم.
ولما كان من يطرح هذا الطرح هو تيار فكري يدعي امتلاك المعرفة والفكر فإننا نود أن نحاوره من خلال السطور التالية:
لقد طرح هؤلاء مسألة عدم انسجام كلمات النشيد الوطني مع روح الوحدة الوطنية، والتغني بأمجاد البلاد.
لكن نقول لهم إن هذا النشيد على العكس مما ظنوا به، فهو لعمري تجسيد لهوية البلاد الحضارية والعلمية، وفي المقدمة: هويتها باعتبارها دولة إسلامية سنية، مالكية المذهب أشعرية المعتقد، توحد جميع أطيافها تحت ظلال هذا الثالوث الذي نتشرف به ونعتز بالإنتماء له.


فليست الوطنية مجرد كلمات رنانة تلهج بها ألسنتنا، ويرددها أبناؤنا في الصف الدراسي، بقدر ماهي مجموعة من القيم الدينية والأخلاقية التي نتمسك بها، ونجعلها مرجعنا جميعا.
كن للاله ناصرا, وأنكر المناكرا.
وكن مع الحق الذي, يرضاك منك دائرا.
ولا تعد نافعا, سواه أو ضائرا.
واسلك سبيل المصطفى, ومت عليه سائرا


وليس من السائغ أن نقول بأن النشيد الوطني مجرد مواعظ أخروية لا صلة لها بفضائه الذي يقال فيه، فهذا من رجيع الفكر وفاسد القول، إذ إن النظرية الإسلامية في مجال الولاء للوطن والتضحية من أجله نظرية متكاملة، لا يمكن فصلها عن جذورها وينابيعها الأصلية.
وفي المقابل يحذر هذا النشيد من الإنضواء تحت الطوائف الضالة التي تريد الإنتقاص من شأن المسلمين المخلصين لدين الله:
وكن لقوم احدثوا في أمره مهاجرا
قد موهوا بشبه واعتذروا معاذرا
وزعموا مزاعما وسودوا دفاترا
واحتنكوا أهل الفلا واحتنكوا الحواضرا
وأورثت أكابر بدعتها أصاغرا
وإن دعا مجادل في أمرهم إلى مرا
فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا
هكذا إذن هي دعوة إلى الإجتماع إلى ما يوحدنا وهو هذا الدين الإسلامي الذي يمثل الهوية والمرجع لنا جميعا، واللغة العربية باعتبارها الوعاء الحاضن لهذا الدين...

محمد يسلم ولد محمد فال