23‏/09‏/2013

تغيير النشيد الوطني.... لماذا؟


        إن الدعوة إلى تغيير النشيد الوطني، دعوة تحتاج إلى إعادة النظر والتأمل، لما تنطوي عليه من تغيير لنشيد ورمز سبق وأن ترسخ في قلوب الموريتانيين وأصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم.
ولما كان من يطرح هذا الطرح هو تيار فكري يدعي امتلاك المعرفة والفكر فإننا نود أن نحاوره من خلال السطور التالية:
لقد طرح هؤلاء مسألة عدم انسجام كلمات النشيد الوطني مع روح الوحدة الوطنية، والتغني بأمجاد البلاد.
لكن نقول لهم إن هذا النشيد على العكس مما ظنوا به، فهو لعمري تجسيد لهوية البلاد الحضارية والعلمية، وفي المقدمة: هويتها باعتبارها دولة إسلامية سنية، مالكية المذهب أشعرية المعتقد، توحد جميع أطيافها تحت ظلال هذا الثالوث الذي نتشرف به ونعتز بالإنتماء له.


فليست الوطنية مجرد كلمات رنانة تلهج بها ألسنتنا، ويرددها أبناؤنا في الصف الدراسي، بقدر ماهي مجموعة من القيم الدينية والأخلاقية التي نتمسك بها، ونجعلها مرجعنا جميعا.
كن للاله ناصرا, وأنكر المناكرا.
وكن مع الحق الذي, يرضاك منك دائرا.
ولا تعد نافعا, سواه أو ضائرا.
واسلك سبيل المصطفى, ومت عليه سائرا


وليس من السائغ أن نقول بأن النشيد الوطني مجرد مواعظ أخروية لا صلة لها بفضائه الذي يقال فيه، فهذا من رجيع الفكر وفاسد القول، إذ إن النظرية الإسلامية في مجال الولاء للوطن والتضحية من أجله نظرية متكاملة، لا يمكن فصلها عن جذورها وينابيعها الأصلية.
وفي المقابل يحذر هذا النشيد من الإنضواء تحت الطوائف الضالة التي تريد الإنتقاص من شأن المسلمين المخلصين لدين الله:
وكن لقوم احدثوا في أمره مهاجرا
قد موهوا بشبه واعتذروا معاذرا
وزعموا مزاعما وسودوا دفاترا
واحتنكوا أهل الفلا واحتنكوا الحواضرا
وأورثت أكابر بدعتها أصاغرا
وإن دعا مجادل في أمرهم إلى مرا
فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا
هكذا إذن هي دعوة إلى الإجتماع إلى ما يوحدنا وهو هذا الدين الإسلامي الذي يمثل الهوية والمرجع لنا جميعا، واللغة العربية باعتبارها الوعاء الحاضن لهذا الدين...

محمد يسلم ولد محمد فال

21‏/09‏/2013

أكاديمي في جامعة طيبة بالسعودية: شنقيط سبقت مصر في نهضة الشعر ...


أقام النادي الأدبي ، بالمدينة المنورة، ندوة أدبية بعنوان "أدب شنقيط: تجلياته وتصنيفاته".
وقد بدأت الندوة بتقديم شاعري للأستاذ محمد الشريف (يحيى بحيدة) رحب فيه بالحضور رجالا ونساءً ، وتحدث عن مكانة النادي الثقافية بالمملكة العربية السعودية، ولا سيما طيبة الطيبة ، ثم تحدث عن دور الشناقطة في الحجاز، علمائهم ومهاجريهم الأوائل الذين سطروا حضورا متميزا في مجال العلم والمعرفة، وذكر أن ذلك ما كان ليكون لولا تلك الصدور  الرحبة، والمعاملة الكريمة التي تلقوها من أهل الحجاز. ثم أحال الكلمة إلى الدكتور مختار الغوث الذي تحدث بعفوية و اقتدار، كعادته -حفظه الله- عن تاريخ  مسار الأدب في شنقيط مبينا أن المؤرخين اختلفوا في تحديد بداياته، فمنهم من أرجعها إلى القرن  الثاني عشر الهجري،  باعتبار أن هذا التاريخ هو الذي شهد اهتماما كبيرا بالأدب، ولا سيما الشعر، وإليه يعود ما عرف من بواكير الشعر الناضج. وانتقد هذا القول وقال إن الأدب، كغيره، لا يولد مكتملا، بل إن نضج الإنتاج في هذه المرحلة يدل على أن مسار الأدب ولا سيما الشعر، قد انطلق قبل ذلك بمدة طويلة، ثم تحدث عن تصنيفات الأدب التي عرفتها المنطقة من شعر ونثر، مذكرا بأن النثر قديما كان يشمل المكاتبات والرسائل الإخوانية والإجازات، ثم لحقت به المقامات، وفي العصر الحديث أضيفت إليه القصة القصيرة، ثم الرواية.
كما تحدث عن لون أدبي من النثر اختص به الموريتانيون دون سواهم متأثرين في ذلك بالنصوص الفقهية، وخاصة مختصر الشيخ خليل بن إسحاق المالكي، فظهر لديهم ما يعرف بأدب القف، وهو،في الأصل، المقدار الذي يحفظه الطالب كل يوم من مختصر الشيخ خليل، وهو مشتق من  فعل الأمر "قف". واستعمله الفقهاء في تعليقهم على ما يقرؤون من الكتب، فكانوا  يكتبون كلمة "قف" على هامش الكتاب مشيرين إلى الفقرة تحوي مسألة مهمة، تستحق التوقف. وانتقد الدكتور مؤرخي الأدب في العالم العربي عندما تجاهلوا الأدب الموريتاني أثناء دراستهم للنهضة الأدبية التي عرفتها المنطقة العربية و قال: لو أنصف هؤلاء  لقالوا إن نهضة الأدب العربي الحديث بدأت من شنقيط، ولم تبدأ من القاهرة، فقد سبق رواد الشعر في شنقيط رواد شعر النهضة في مصر إلى العودة بالأدب العربي إلى عصر القوة بعشرات السنين، فقد توفي محمد بن الطلبة مثلا والبارودي ابن ثامني عشرة وسنة، وقبل أن يولد أحمد شوقي بنحو من ثلاث عشرة سنة.

وقسم الدكتور الأدب الموريتاني إلى أدب قديم وأدب حديث، وقسم الشعر إلى مطبوع وغير مطبوع، يظهر فيه تكلف محاكاة القدامى، والتكثر من غريب اللغة، بشكل واضح. وقال إن الشعر الموريتاني عموما ظل يدور في فلك التقليد، كما أن الأدب الحديث شعرا ونثرا لم يسلم من الضعف اللغوي.
وكانت الورقة الثانية لدكتورة مباركه بنت البراء، أستاذة الأدب في جامعة محمد بن سعود التي ركزت فيها حول الأدب النسائي في موريتانية، وذكرت أنه، رغم البيئة الشديدة التحفظ التي كانت تمنع من ظهور المرأة شاعرة أو أديبة بشكل عام، فإن المرأة سجلت حضورا معتبرا في مجال الثقافة العالمة ولا سيما الشعر الفصيح، كما أن حضور المرأة في الثقافة الشعبية، ولا سيما الزجل (الشعر العامي) كان متميزا، فقد اخترعت منه نوعا يسمى "التبراع"، اختصت به دون الرجل، أمام اكتساح الرجل للمجالات الأدبية السائدة في المجتمع، مذكرة بأن المجتمع الموريتاني شأنه في ذلك كشأن المجتمعات العربية هو مجتمع ذكوري، ورغم الحرية التي تتمتع بها المرأة الموريتانية مقابل نظيرتها العربية فإن المجال الأدبي ظل من خصائص الرجل، وكان ولوج المرأة له يحتاج إلى جرأة وشجاعة، إن توفرت في بعضهن فهي لا تتوفر بالتأكيد في الغالبية . وذكرت الدكتورة بأن مصطلح "التبراع" مشتق من الفعل العربية تبرع أي وهب بلا مقابل،  كأن المرأة تقول إنني أهب وأتبرع بشعري هذا للرجل، ولا يهمني إن بادلني شعورا بشعور.
وقرأت الدكتور مباركة بعضا من النماذج الفصيحة وخاصة من بعض دواوينها مذكرة بأنها هي أول امرأة موريتانية تتحدى القيود الاجتماعية و تنشر ديوانا باسمها الصريح ، وضجت القاعة التي كانت قد غصت بالحضور بالتصفيق الحار أثناء قراءتها لبعض قصائدها .
ثم تناوب كل من الأستاذ  حسن دده المهدي و الأستاذ البكاي أحمد على المنصة ليقدم كل منهما مجموعة نماذج من إنتاجه، فكانت مشاركات الأستاذ المهدي شعرا بحتا، ومشاركة الأستاذ البكاي في مجال القصة القصيرة جدا. وقد أبدعا فيما قدما إبداعا بينا، كما بدا من ارتياح الحاضرين وما أظهروا من التصفيق  وصيحات الإعجاب والتقدير، وبعد انتهاء الندوة عبر كثير من الحاضرين عن ارتياحهم الشديد لهذه الندوة وتمنوا  أن يحتضن النادي الأدبي في المدنية المنورة ندوات أخرى في نفس المجال باعتبار أن الأدب الشنقيطي أدب متميز ويستحق أكثر من ندوة .

20‏/09‏/2013

عاجــــل : اجتماع لافت لملك المغرب بالسيد محمدو ولد الشيخ حماه لله في باماكو


اجتمع الملك المغربي سيدي محمد السادس مساء أمس في باماكو على هامش حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد .
الإجتماع أثار الكثير من أسئلة المراقبين لاسيما أن الملك التقى بالشيخ على انفراد. وقد ألحت الصحافة المالية بأسئلتها على ولد حماه الله وقت خروجه من الاجتماع لكنه لم يقل الكثير واكتفى بأنه لم يجتمع بملك المغرب وإنما " بأمير المؤمنين" مذكرا بأن له 26 جدا مدفونين بالمغرب.
المراقبون يعتقدون أن الدور الذي تلعبه الصوفية - التي يعتبر الرجل من أهم زعمائها و الذي يتبعه الآلاف بموريتانيا ودول الجوار - في محاصرة المد الوهابي و تنامي الفكر المتطرف بالمنطقة وازدهار تجارة الخضراوات بين مالي والمغرب مرورا " بانيورو " ربما تكون من بين القضايا التي جعلت الملك يجتمع "بالشيخ".
من جهة أخرى أضاف مراسل وكالة كيفه للأنباء بمقاطعة كوبني الذي أورد الخبر أن الأكثرية الساحقة من سكان المقاطعة أبلغت في وقت سابق بعثة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية التي كانت تستقبل الترشحات أن الخيارات التي لا يزكيها ولد حماه الله لن تجد من يدعمها وهو ما آثار سخط وإحباط الفاعلين والأطر وسياسي المقاطعة الذين يرون أن دور ولد الشيخ حماه الله يجب أن يبقى روحيا وأن يترك السياسة للسياسيين.
ويضيف مراسلنا إن هذه الجماعات قد أطلقت شائعات حول تحول " الشيخ " إلى مرشح آخر في الرئاسيات القادمة وهو ما نفاه هو بشكل مطلق لمبعوثي ولد عبد العزيز، غير أن اجتماع ملك المغرب بمحمدو ولد شيخنا حماه الله في مناسبة لم يدعى لها عزيز وحضرها زعيم المعارضة ولد داداه قد تولد من جديد بعض الشكوك.

كيفه : أزمة الكهرباء مستمرة ليومها الرابع


تشهد مدينة كيفه ليومها الرابع إنقطاعا شبه كامل للتيار الكهربائي ولا يعمل من مولدات المحطة إلا مولد واحد يوزع بالتقسيط بين أحياء المدينة .
وقد أصبحت أزمة الكهرباء بكيفه أمرا اعتياديا بحيث لا يكاد السكان يظنون أن المشكل قد تم تجاوزه حتى تتعطل الكهرباء في اليوم التالي وهو ما كبد السكان الكثير من الخسائر في معداتهم وأشيائهم ، فضلا عن الأضرار المادية التي تتعرض لها المحال التجارية والبقالات والورشات. .
مصدر من داخل شركة الكهرباء قال لوكالة كيفه للأنباء : إن الشركة بصدد شراء مولد قد يخفف من المشكلة في الأيام القادمة.

18‏/09‏/2013

التعديل الوزاري(تحليل)



أعلن مساء أمس الثلثاء عن تعديل جزئي علي حكومة، الوزير الاول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف خرج بموجبه من الحكومة ستة وزراء و غير اربعة وزراء وظائفهم ودخل خمسة وزراء جدد بالاضافة الي ابعاد مدير الديوان كوزير للتعليم العالي.

التعديل شمل ما مجموعه اثنتي عشرة حقيبة وزارية .
فقد خرج من الحكومة وزير الداخلية محمد ولد ابيليل الذي كان خروجه منتظرا منذ عدة اشهر بسبب تقاعده و اهتماماته السياسية المحلية، حيث تشير الاخبار الي توجهه للترشح في النيابات المقبلة في مقاطعة كرمسين .
الوزير الثاني الذي خرج من الحكومة هو وزير العدل الاستاذ عابدين ولد الخير، والذي تميزت فترته علي الوزارة بالمشاكل مع كل الفاعلين في الوزارة و محاولته تمييع قطاع العدالة من خلال زرع التفرقة بين المحامين ثم القضاة وكتاب الضبط.
ولد الخير خلق اعداء للرئيس في قطاع العدالة بدون أن يكون الرئيس يقصد ذلك حسب المراقبين .
كما خرج وزير المياه و الصرف الصحي محمد الامين ولد ابي و هو خروج منطقي خاصة مع ما تعيشه نواكشوط والمدن الاخري من مشاكل في الصرف الصحي، حيث لم تستطع الوزارة التخطيط لها رغم ثرثرة الوزير الكثيرة في المناسبات الاعلامية.
هذا الوزير الذي يعتبر من أطول وزراء ولد عبد العزيز فترة في وزارته ركز في عمله علي الحزء الخاص بالمياه وقد تكون لمنح صفقات مشروع بحيرة اظهر و افطوط الشرقي علاقة باقالته مع ان بعض المراقبين يتوقع مستقبلا لهذا الرجل الذي ينتمي لعائلة كبيرة (مع انها ليست مجمعة علي تمثيله لها).
رابع وزير خرج من الحكومة هو وزير الصيد الذي تشير المعلومات الي خلافه مع مستشاره القوي المقدم البحري السابق الشيخ ولد احمد .
و هو رجل ليست له علاقات واسعة ولم يذكر اسمه في اي ملف أيا كان و تميزت فترته في وزارة الصيد بتسيير الامور الجارية دون زيادة و نقصان .
خامس الوزراء المغادرين للحكومة هو وزير الدولة احمد ولد باهية، أو ما يعرف بوزير الحوار و قد يكون الرجل قد تضرر من علاقته الحميمة مع مدير الديوان السابق ولد احمد ازيد بيه وربما دخوله في مؤمرات هذا الرجل الذي يعشق خلق الاعداء.
لكن البعض يري ان الرجل قد يأخذ بسرعة مكان الوزير الامين العام للرئاسة سي اداما الذي يتوقع ان يتركه من اجل الترشح في امبود .
هذا الرجل خرج من الوزارة تماما مثلما دخلها فهو لا يعرف لماذا عين وزيرا، و اليوم لايعرف لماذا تمت اقالته
الوزير الوحيد الذي يستغرب الكثيرون من خروجه من الحكومة هو وزير النفظ الطالب ولد عبدي فال الذي لو كانت الكفاءة في العمل تجعل الانسان لا يخرج من الحكومة لما غادر هذا الرجل الخلوق الحكومة .
ولد عبدي فال المعروف بنزاهته و جديته في العمل و بمعرفته الكبيرة للملفات الموجودة تحت امرته و عدم اهتمامه بالأمور الشكلية لن يبقي كثيرا من دون مهمة نتيجة الثقة الكبيرة التي يحظي بها عند الرجل القوي في البلد .
لقد كان التغيير الجديد في جوانب كثيرة منه معبرا الي حد كبير عن تطلعات طبقة واسعة خاصة من الداعمين للرئيس محمد ولد عبد العزيز.
فإبعاد مدير ديوان رئيس الجمهورية الدكتور اسلكوا ولد احمد ازيد بيه الي وزارة التعليم العالي و البحث العملي التي فقدت بالمناسبة تسمية وترتيب وزير الدولة تعبر عن شعور الرئيس بان مدير ديوانه لم يعد يقوم بواجبه و اثار احتفاظه به حفيظة الكثيرين فهو يصنع الاعداء للرئيس بدل كسب الاصدقاء له.
و هذا الرجل المعروف بسلوكه الخاص لعب مؤخرا الكثير من الادوار الغير طيبة و استخدم نفوذه و اسم الرئيس مرات عديدة في مؤامرات قذرة تتعارض مع مهمته كمدير لديوان الرئيس .
و تدخل في الكثير من الملفات تدخلا كان غير موقف في اغلبه مثل ما حدث في ملف الجامعة منذ سنتين تقريبا عندما اقتربنا من اندلاع حرب عرقية فيها و تدخله خلال فترة ماضية في الاعلام من خلال تسييره بشكل كاريثي جعل النظام يفقد مصداقيته لدي المواطن البسيط الي غير ذلك من التدخلات الغير ناجحة .
وسيشعر الكثيرون بالارتياح حتي داخل موظفي الرئاسة من سقوط هذا الرجل , لكن تعينه علي وزارة التعليم العالي سيجعل الطلاب و استاذة الجامعة في مواجهة مع هذا الرجل الذي يهوي خلق الاعداء بمناسبة و بغيرها.
لقد شكل التغيير الجديد الاعلان الضمني نهاية العزلة الغير معلنة التي كانت تفرض علي بعض المجموعات ذات الحجم الديمغرافي و السياسي الكبيران في موريتانيا و في هذا الاطار يدخل تعيين سيد ولد الزين علي راس احدي وزارات السيادة و هي وزير العدل.
كما شكل في بعضه تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب (الخارجية - الداخلية - المياه و الصرف الصحي - التعليم العالي و البحث العلمي - الامين العام للحكومة)
كما شمل التغيير الموفق حسب المراقبين بعض الرسائل الايجابية في اتجاه بعض اقطاب السياسة خاصة منسقية المعارضة من خلال تعيين اداري قد ينظر اليه علي انه مستقل في وزارة الداخلية(علي الاقل منذ توليه منصب والي قبل اكثر من ثلاث سنوات) وكذلك تعيين رجل علي قطاع العدالة مع انتمائه للمجلس الوطني للحزب الحاكم لكنه قد يحظى باحترام من المعارضة بسبب مسالمته و يتمني البعض ان يقتبس من ما قامت به مديرة التلفزة الجديدة مؤخرا من خلال الاعلان عن الاستقالته من الهيأة القيادية للحزب الحاكم .
التعديل الجديد الذي حمل الورقة التي كتبت فيها الاسماء حسب معلومات الطواري مدير الديوان السابق دون ان يعرف محتواها و سلمها للمديرة العامة للتلفزة عشر دقائق قبل اذاعتها في نشرة الثامنة عين رجل من بيئته في قطاع مناسب له هو وزير الخارجية و التعاون الجديد الذي خبر هذا القطاع كثيرا .
التعديل الجديد حافظ علي بعض الوزراء في وظائف اخري اقل اهمية مثل ما حدث مع وزير الخارجية السابق و كذلك الامين العام السابق للحكومة و مدير ديوان الرئيس السابق و رفع درجة وزراء من وزراء منتدبين الي وزراء بكامل السلطة.
كما حافظ التعديل علي بعض التوازنات العرقية و القبلية مع تراجع تمثيل بعض المجموعات .
وسيكون لتعيين مدير ديوان جديد للرئيس المنتظر خلال الساعات المقبلة اكبر اثر علي تحسين علاقة مؤسسة الرئاسة مع الفاعلين السياسيين و الاجتماعيين .
فالرئيس يحتاج الي ان يختار مدير ديوان يتمتع بخلق و مؤهلات خاصة في هذه السنة الانتخابية فاخطر ما يتأثر منه الرؤساء هم البطانة السيئة التي تفرض نفيها بكل الوسائل .
ومن المتوقع ان تكون هناك تغيرات كثيرة اخري خلال الايام المقبلة و قد تشمل هذه التغيرات اهم المؤسسات الكبيرة في الدولة و قد تطال حتي بعض اركان المؤسسة العسكرية التي تعمل منذ عدة اشهر خارج القانون بالنسبة لبعضها
لقد بدأ الرئيس ولد عبد العزيز منذ مساء الثلثاء اعادة ترتيب بيت نظامه الداخلي بجعله اكثر انسجاما من خلال انهاء حالة التنافس الهدام بين بعض اركان نظامه المدنيين استعدادا للحوار المقبل مع المعارضة و كذلك تحضيرا للاستحقاقات المقبلة

معلومات عن الوزراء الجدد:

وزير الخارجية احمد ولد تكدي

سفير سابق في عدة دول منها اسرائيل و الاردن و الامم المتحدة و تدرج في سلم الوظائف الدبلوماسية و هو صهر السفير الموريتاني في الجزائر و الانين العام السابق للحزب الجمهوري بلاها ولد مكية و هو من ولاية ادرار و بالتحديد من مدينة شنقيط .

وزير العدل سيد ولد الزين

اطار تخرج من فرنسا في تخصص الاقتصاد ويتمتع بخبرة كبيرة في مجال الاقتصادي و سبق ان تولي عدة مهام كان اخرها توليه مهمة مستشار للوزير الاول مع رئاسة لجنة الشفافية في المواد الاستخراجية و سبق ان كان احد اركان الجناح الداعم للمرشح الزين ولد زيدان و هو عضو في المجلس الوطني للحزب الحاكم .
و له علاقات واسعة في المجتمع المدني و الاعلام و يعرف عنه حسن الخلق و ينتمي الي اسرة اهل الزين المعروفة في تجكجة في ولاية تكانت .

وزير الداخلية محمد ولد احمد سالم ولد محمد راره

هو اداري مدني تدرج في سلم الوظائف في الادارة الاقليمية حيث عمل حاكما في عدة مقاطعات من الوطن ثم واليا و يعرف بشخصيته القوية و هو معروف بنزاهته في العمل و بالاستقلاليته و هو سليل اسرة اهل محمد راراه المعروفة و كان يعمل كوالي لولاية اترارزة و هو من سكان ولاية الحوض الغربي .

وزير المياه و الصرف الصحي احمد سالم ولد البشير

هو مهندس كهريائي متفوق في دراسته دخل الي الشركة الوطنية للكهرباء قبل عقد ونصف و تدرج غيها كل الرتب وخبر العمل الفني و قد سبق ان تولي وظيفة الامين العام لوزارة المياه قبل ان يتم تعينه مديرا عاما لشركة صوملك التي استطاع ان يحقق خلال فترة توليه لإدارتها الكثير من الانجازات المعتبرة مكنت الشركة من استعادة عافيتها و هو من سكان مدينة لعيون مع ان اصوله من الشمال الموريتاني .

وزيرة التكوين المهني و التنقنيات الجديدة فاطمة حبيب

تعتبر الدكتورة فاطمة حبيب افل الوزراء الجدد معرفة من طرف العامة حيث ان هذه الطبيبة المتخصصة في امراض النساء لم تكن علي علاقة بالسياسية و الاعلام حيث انها عملت في قطاع الصحة كطبيبة للنساء في مستشفي الامومة و الطفولة قبل ان يتم تعينها مؤخرا كمديرة مساعدة لمركز الاستطباب في روصو و قد يكون لانتمائها لشريحة لحراطين الفضل في تعينها من اجل المحافظة علي التوازنات و هي في الاصل من مقاطعة تجكجة في ولاية تكانت .
المصدر: موقع الطواري http://tawary.com/spip.php?article15843

لعصابه : إنخفاض شديد لمستوى الرؤية لليوم الثالث


تعرف ولاية لعصابه وكذلك كافة المناطق الشرقية الموريتانية الأخرى إنخفاضا شديدا للرؤية فرض في بعض الأوقات على السيارات فتح أضوائها نهارا.
إنخفاض الرؤية هذا لا تصاحبه رياح أو غبار أو أتربة وهو معروف محليا " بإويز الماء " أي دليل عند السكان المحليين على قرب نزول المطر وإن كان في النصف الأخير من شهر سبتمبر هو مظهر من مظاهر " ألاوه" حسب قسم آخر من الناس.
هذا وقد شهدت عدة مناطق بلعصابه خلال الأسبوع الماضي تساقطات مطرية مهمة أحيت الأرض بعد ذبول نباتاتها وأعادت الأمل في تحسن خريف هذا العام الذي كان متواضعا في وسط الولاية وجنوبها.

17‏/09‏/2013

أكبر تعديل وزاري يطال حكومة ولد محمد الاقظف


اصدر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مرسوما باقالة عدد من وزراء  حكومة وزيره الأول مولاي ولد محمد لغظف: وتم الغاء منصب وزارة الدولة للتعليم؛ وفصل وزارات التعليم التابعة لها ؛ وتم تعيين: 
 وزير العدل سيدي ولد الزين
الخارجية احمد ولد التكدي
وزير الداخلية محمد محمود ولد محمد رارة
اسلكو ولد أزيد بيه وزير التعليم 
فاطمة منت حبيب وزيرة التشغيل
محمد سالم ولد البشير وزير المياه
حمادي ولد حمادي وزير الصيد
عمر ولد معط الله وزير التعليم الثانوي 
مختار ملل الأمين العام للحكومة

وزير النفط محمد ولد خونة
با عثمان وزير التعليم الأساسي

16‏/09‏/2013

آخر الأخبار

حصيلة التساقطات المطرية بالأمس والبارحة:

كيفه :26 ملم
ورت 30 ملم
مكطع أسفاره 20
كندره 25 ملم
التيسان 15 ملم
حاسي البكاي 36
لخذيرات 27 ملم
بيره 20 ملم
أزويره 40 ملم
أذراع 35 ملم
أمشكاك 16 ملم
أقورط 25ملم
بلوار 70 ملم
أم القري 45 ملم
النعم 45 ملم
آرويج 15 ملم
آمرجل 20 ملم
بدراعه 45ملم
بغداد أهل الحبيب 25 ملم
أنواملين 25 ملم
واد الروظ 36
دار البركه 20 ملم
بومديد 10ملم
أحسي الطين 30 ملم
باركيول 50 ملم
الغبره 15 ملم
بلحراث 45ملم
دغفك 15 ملم
أرظيظيع 25 ملم
كرو 45 ملم
كامور0 5 ملم
قيفه 85 ملم
أقليك أهل أيده 65 ملم
الغايره 07 ملم
أدي أجريد 50 ملم
كنكوصه 04 ملم
تناها 25 ملم
آفراره 55 ملم

11‏/09‏/2013

أدبيـــــات (شعر)

صبوات المداد
الشاعر د. محمد ولد عبدي


غَريمانِ يَعْتَصِرانِ فُؤادِي
ويَسْتَمْطِرانِ الرُّؤَى
كلما في انْخطافِي تقلبتُ في صَبواتِ مِدادِي:
قصيدةُ عشقٍ تُطَوِّحُنِي في المنافِي
وَوَجْهُ بلادِي

1
فَيا أيها الشعرُ
يا ضَرْبَةَ النَّردِ
يا مُستحيلاً تَفَصَّدَ في ِرئَتِي
أيُنا بالمرايا اخْتْلىَ؟
أنتَ لما نَصَبْتَ الفِخاخَ
وأَغويْتَنِي بالتَّنصتِ للصَّمتِ؟
أم أنا لما اشْتَبَكْتُ بِحَبلِكَ
منذُ وداع المَشيمَةِ في صَرخَتي؟
كُنْ عطوفا قليلاً
وقَلِّبْ على جَمركَ المتلألئ حُلمي
فما زال في المُتقارب مُتَّسعٌ لغدٍ آخرٍ
لم يشِمْهُ "الخَليلْ"
غدٍ لم تُسَوِلْهُ لي لُغتِي في " كتاب الرَّحيلْ"
أيها المستحيلْ
لاهِثٌ أنا خَلْفَ مَداكَ
أَهُشُّ القصيدَ "بلائي"
التي أثْخَنَتها المنافِي
وترفُضُ أن تَستقيلْ
فحتَى مَ أركضُ والعاطلون عن الحُلْمِ
في المَنْكِبِ/ التِيهِ
يَستنْفرونَ ورائي القبيلْ
تَشَرَّبتُ رَفْضِي
وما بيدي  في غَدي غير هذا المجازْ
يُدَوْزِنُهُ القلْبُ في " مَكَّ مُوسَ "*
أو النَّهاوَنْدِ
أو الجازْ
أو في مَقام الحجازْ
أَينما القلبُ وَلَّى وأَوْجَسَ في نفسهِ وَطنًا
سيكونُ لهذا الكَمانِ انْحِيازْ
فيا سُلَّما يَتَصَعَّدُ في الرُّوح، رُحماكَ،
أَورَثْتني غُربتينْ
جَرَّعتَنِي زمنينْ
أَشْرَبْتني وَطنينْ
سَلْطَنْتَنِي فَتَمايَلْتُ فوقَ سَماكَ
وأَسلمتَنِي للمقاماتِ تَعبثُ بِي
فامّحَيْتُ لأرسُمَ وجهَ بلادِي.

2
بلادي
أتَكفِي الولادةُ كيْ تَتَدَلَّلَ ياءُ الإِضافَةِ
حينَ أنادي بلادي ؟
أم العمرُ أسلمتُهُ لمنافِي تعشّقتُها حدَّ موتِيَ
أَعطَتْ كما البحرُ
عانقتُها فاتْحدتُ بها في مَقامِ القصيدةِ
تَكفِي لتُلبِسَ ياءَ الإضافةِ ثوبَ الحدادِ؟
بلادي
ويا حَسرةَ الرُّوحِ
بين الولادةِ والموتِ
لما التَّمائمُ  نِيطَتْ عليَ
ولما سَيَسْتزلُ الشعراءُ الرثاءَ عليَ
يقولون:
" كان عليها ينادي،
بلادي
ويسكُنُه الزَّهوُ
كان يخيطُ مع الفجر – يرحمه الله-
أحلامَ من يولدون غدًا،
يَتَهجىَ عيونَ الصِّغارْ
وما خلَّفَ المُبلسونَ
طُهاةَ السَّرابِ من القَهرِ
والكذبِ المرِّ والعارْ،
ما رسموا في المناماتِ من خَرَفٍ
في المدارسِ من سَخَفٍ
شَيَّدوا من متارسَ بين النَّخيل وبين الجِرارْ
وأنذرَنا غَدَنا قبلَ موت الحمامْ
- الحمامُ تخطَّفَهُ النَّبذُ والجبذُ والكَلِمُ المستعارْ-
كان يرحمُهُ اللهُ ...
كانْ...
وكانْ..."
ربما شاعرٌ واحدٌ يَتنكَّبُ دَربَ الخليلْ
ويكتبُ مرثيةً دمعُها بين سَطرٍ وسَطرٍ يَسيلْ
ربما وقعُ ذاكَ المساءِ ثقيلْ
ربما الياءُ عن رَسْمها المغربِي
قليلا تميلْ
فتَمتَدُ فيها الإِضافةُ من صَرخَة الطِّفلِ
عند وداعِ المَشيمةِ
حتى وداعِي تُجلِّلُنِي نجمةٌ وهلالٌ أصيلْ
بلادييييييييييييييييييي
فتَشتَبِكُ الياءُ بالقلبِ
بين المطارات،
أحملُها في الحقيبةِ
أسْكنُها في القصيدةِ
أُعلنُها أفقًا للذين غَدًا يولدون
أَعودُ إليها وبِيِ من مَواجدِها
ما تَميدُ به الأرضُ
ما يُقلقُ البحرَ وهو يُغالبُ ايقاعَهُ
فإذا دَمُها عالقٌ بالقبائلِ تَلعَقُهُ
بالجهاتِ، الفئاتِ، الحماةِ، الحفاةِ، القضاةِ، العراةِ ...إلخْ
قد تُصابُ القصيدةُ بالجَلْطَةِ اللّغَويَةِ
لو أن مَسْخَ التَّحَيُّزِ ظَلَّ على رِسلِهِ يُنْتَسَخْ
لذا قالتِ الياءُ
وهي تُعانقنِي في المطارِ:
وداعًا
دخلتَ إلى معجمٍ مِنْ تَعتُّقِهِ في السُّقوطِ امتَسَخْ
إلى بَرْزَخٍ يَتَمرَّغُ في طينِهِ الآدَمِيِ،
تَقَدَّس في الدَّنس الوَثَنِيِ
تورَّمَ في جِلدِهِ وانْتَفَخْ
إلى منكبٍ رَعَوِيٍ تَجوسُ الأساطيرُ في أمسِهِ،
يومِهِ،  غدِهِ .
وتُقْرَعُ فيه طبولُ القِطافْ
لذا لا يُضافْ.
فمن ذا سواك عليه يخاف؟
ومن ذَا سواكَ عليه يُنادِي
" بلادي"
ويَفضحُهُ القلبُ في صَبَواتِ المداد؟ِ

أبوظبي30/1/2013

09‏/09‏/2013

ملفـــــات: منطقة لعصابه في الصحافة الفرنسية.. وثائق تاريخية غير منشورة

تاريخ الإضافة: 09 ـ 09 ـ 2013

سيدي أحمد ولد الأمير باحث موريتاني مقيم بقطر

 


عندما تطلع على البيانات الاستخبارية (fiches de renseignement) أو قصاصات الجرائد أو التقارير التي كتبها الفرنسيون عن منطقة العصابة تجد نفسك أمام كم هائل من المعلومات التي، وإن كان كتبها المستعمر لغايات السيطرة وأهداف الهيمنة، تبقى مفيدة وفيها من التوثيق والأخبار ما لا يوجد في غيرها.
الجرائد الفرنسية: إخضاع العصابة تأمين لمنطقة الساحل
كان لمنطقة العصابة حضور قوي وفاعل ومؤطِّر في الأحداث المتلاحقة التي تلت دخول الاستعمار الفرنسي إلى موريتانيا بداية القرن العشرين.

الصورة الأولى: تقريري استخباري عن قرية كيفه وسكانها الأولين.
كانت كيفه قبل أن تكون عاصمة الولاية قرية صغيرة وأكواخا متناثرة في أحد أودية الرگيبه الخصبة وتسكنها بعض الجماعات المتنوعة ويتولى تسيير شؤون القرية العامة الزعيم التقليدي يوبا سيلا رحمه الله. وينتمي يوبا سيلا –كما يقول تقرير استخباري فرنسي- لمجموعة الساركولي وهو في الأصل من نيورو. وقد جاء الفرنسيون سنة 1906 لمنطقة كيفه، حسب التقرير، والسيد يوبا شيخ مسن، وكان متولي شأن القرية ابنه التجاني سيلا، وقد عرف عن أسرتهم أنها أسرة فضل وقضاء كما في التقرير.

لصورة الثانية: جريدة لوتان الفرنسية (Le Temps) العدد 16625 الصادر بتاريخ 28 ديسمبر 1906.
وجد الفرنسيون في قرية كيفة مكانا استراتيجيا مناسبا للسيطرة على العصابة وعلى ما جاورها من مناطق موريتانية وذلك لحماية جنودهم من ضربات المقاومة؛ فأسسوا بالقرب من تلك القرية الوادعة مكانا سيصبح مدينة كيفه اليوم. تابعت صحيفة لوتان الفرنسية (Le Temps) في عددها الصادر يوم 28 ديسمبر 1906 هذا الحدث المتعلق بتمركز الفرنسيين في منطقة العصابة وترسيخ أقدامهم على أرضها واختيارهم لكيفه مقرا ومركزا؛ حيث كان أول ضابط فرنسي يحل بذلك المكان ويضع الحجر الأساس للوجود العسكري الفرنسي هو الرائد أرنو (CommendantArnoud) الذي وضع أساس أول حامية عسكرية فرنسية بالمدينة الجديدة. وتتحدث الجريدة في نفس التقرير الإخباري أن فصيلا هاما من قبيلة أهل سيدي محمود قد كاتب الفرنسيين، ونفس الشيء بالنسبة لبعض فصائل قبيلة السواكر.
لكن ما قام به الرائد أرنو لم يرق لساكنة العصابة الذي هبوا لطرد الغزاة المستعمرين، وقد غطت الصحافة الفرنسية هذه الهبة القوية ومن ذلك ما جاء في صحفة لا كروا (La Croix) الصادرة بتاريخ 20 أكتوبر 1907 حين تحدثت عن قيام ثورة عارمة ضد الوجود الفرنسي بالعصابة مما دعا الفرنسيين لاستنهاض كتيبة من الرماة السنغاليين يقودها الضابط الفرنسي "فاجو" فانطلقت من خاي بمالي نحو كيفه لإخماد الثورة. لكن الجريدة لم تجد بعد تفاصيل ما وقع.

الصورة الثالثة: جريدة جورنال دي ديبا الفرنسية (Journal des Debats)العدد 99 الصادر بتاريخ 14 أبريل 1909.
ويبدو أن الفرنسيين لم يثبت لهم قدم بالعصابة وظل وجودهم بها مهزوزا ومحاطا بكثير من التخوش والترقب، فالمطالع للصحف الفرنسية في تلك الفترة لا يعدم خبرا هنا أو تقريرا هناك يتحدث عن المجابهة مع الفرنسيين وبين ساكنة العصابة، تلك المجابهة التي باتت حاضرة بقوة في الإعلام الفرنسي: ذكرت صحيفة لا لانترن (La Lanterne) الصادرة بتاريخ 8 نوفمبر 1908أن الحاكم الفرنسي في الحوض كلوزيل (Clozel) لاحظ بعد جولة قادته لمناطق عديد في شرق موريتانيا وفي مالي أن هنالك أمنا مستتبا في جميع الأرجاء ما عدا منطقة العصابة حيث يوجد غليان ضد فرنسا. وتزعم الصحيفة أن الحامية الفرنسية الموجودة بكيفة كفيلة بالتصدي لكل الاحتمالات.

الصورة الرابعة: جريدة لوماتان الفرنسية (Le Matin) العدد 9949 الصادر بتاريخ 25 مايو 1911.
ولم تكن سنة 1909 مختلفة عن سابقاتها فقد ظلت العصابة قلعة حصينة ضد الأطماع الفرنسية وذلك ما تؤكده الصحافة الفرنسية المتابعة لكل ما يحدث في موريتانيا عموما وما يقع في العصابة بشكل خاص: فعن أخبار المقاومة التي كانت تخطط وتنفيذ عملياتها انطلاقا من العصابة ومن منطقة كيفه بالذات نشرت جريدة "جورنال دي ديبا"(Journal des debats) في عددها 99 بتاريخ 14 أبريل 1909، أن الوالي الفرنسي العام بسينلوي هاتف باريس بخبر مفاده أن: الرائد موجو (Mougeot) حاكم مدينة كيفه الذي كان يقود كتيبة من الجمالة قد دخل فجأة يوم 11 مارس 1909 مخيما من قبيلة الأغلال حيث توجد مجموعة من رجال المقاومة الوطنية فوقعت مناوشات استشهد خلالها أربعون من الحي المذكور، ولم يمت أحد من جانب الفرنسيين حسب الجريدة. وقد وجد الرائد عند بعض الحي رسالة من الشيخ ماء العينين تحث قبيلة الأغلال على الجهاد.
وفي 20 من نفس الشهر أرغم الرائد مانجو حيا أحياء الأغلال يناهز ألف خيمة على النزول بحيه قرب مكاتب الإدارة وجعلهم تحت رقابة الجمالة كما يفهم مما ذكرت الجريدة.
كما توجد بكيفه –حسب التقرير- مجموعة مسلحة من المقاومين تزيد على 150 مسلحا لم يستسلموا بعد وأن الفرنسيين ينوون إخضاعهم وربما تم ذلك بدون خسائر تذكر كما تذكر الجريدة.
ويرى الولي العام أن إخضاع سكان العصابة سيكون له ما بعده بالنسبة لتهدئة وإخضاع موريتانيا بل ومنطقة الساحل عموما.
وخلال سنوات الاستعمار الأولى لم يهدأ للسكان بال فقد ظلت منطقة العصابة عصية على الفرنسيين وقد جعلوا على عاتق الفرقة العسكرية بكيفه حماية ما بين منطقة خاي بمالي وما بين غيرها من مناطق موريتانيا. فحسب جريدة لوماتان (Le Matin) الفرنسية في عددها 9949 الصادر بتاريخ 25 مايو 1911 فإن فرقة الجمالة الفرنسيين بمنطقة العصابة والتي تتكون من بعض الرماة السنغاليين ويقودهم الضابط الفرنسي دماسيز (Demassez) كانت في مهمة استطلاعية بمنطقة أفلة وتهدف إلى معرفة أماكن الانتجاع وتحديد الأودية الخصبة والقيعان المترعة ماء، فما فاجأهم إلا كتائب المقاومة وخصوصا مسلحين من مجموعة أهل احجور الإيديشلاوية متجهين نحو الزرافية (75 كلم جنوب كيفه). فتشابكت عناصر المقاومة مع الفرقة الفرنسية فسقط دماسيز (Demassez) صريعا على أرض المعركة ومعه سينغاليان اثنان. كما جرح الرقيب شفال (Sergent Cheval) وخمسة من الرماة السنغاليين. وتذهب جريدة لوماتان إلى أن هذه العملية –على جسامة الخسائر التي تكبدها المستعمر- لا يمكن إلا أن تكون عملية معزولة ولا يمكن أن تؤثر على المناطق الموريتانية الأخرى. وقد أوردت نفس الخبر وبصياغة مقاربة صحيفة لا لانترن (La Lanterne) في عددها الصادر بتاريخ 26 مايو 1911.
وإثر هذه المواجهات الدامية قررت الإدارة الفرنسية زيادة عدد الجمالة بالعصابة دون سواها من المناطق كما أورد صحيفة لوتان الصادرة بتاريخ 10 أغسطس 1911.
وسعيا إلى تأكيد مكانة كيفه بوصفها موقعا استراتيجيا في منقطة العصابة فقد ذكرت جريدة الحوليات الاستعمارية (AnnalesColoniales) الصادرة بتاريخ 23 مارس 1923 الخبر التالي: "بقرار من المحافظ العام لإفريقيا الغربية الفرنسية فقد تقرر جعل كيفه عاصمة دائرة العصابة بدل امبود".
شخصيات العصابة من خلال بعض التقارير الصحفية الفرنسية

الصورة الخامسة: وفاة البيضاوي باشا عن جريدة حياة موريتانيا (Vie Mauritanienne) الصادرة عن الإدارة الفرنسية في سينلوي، ديسمبر 1945.
ما كانت وفاة البيضاوي بن سيدي عبد الله بن أمانة الله الجكني الإديشفي الشهير في المغرب بلقبه "باشا تارودانتْ" في 16 ديسمبر 1945 بالغائبة عن الصحافة الفرنسية في عهد الاستعمار؛ فقد أعطت جريدة "الحياة الموريتانية" التي كانت تنشرها الإدارة الفرنسية بسينلوي مساحة مهمة لذكر وفاة البيضاوي باشا منوهة بمكانته ومعرفته، وبعلمه وأدواره الاجتماعية السياسية والأدبية. ترك البيضاوي منطقة العصابة مع دخول طلائع المستعمر الفرنسي لينضم في الشمال للمقاومة الوطنية. كان في تلك الفترة فتى عبقريا لامعا، وهو ينتمي إلى أسرة أهل أية الشهيرة من فخذ إديشف من قبيلة تجكانت. وقد تعلم في حيه وعلى أخواله وأخذ عن أبناء مايابى فصار عالما لا يجارى وفقيها لا يبارى وشاعرا فذا، وقد طار نجمه وعلا شأنه في المغرب وقربه السلطان المغربي عبد الحفيظ بن الحسن الأول. حج البيضاوي قبل إقامته في المغرب وقبل توليه القضاء هنالك فزار مصر والحجاز ومر بفرنسا، وقال أثناء رحلته الاستشفائية الباريسية تائيته الشهيرة التي تعتبر من عيون الشعر الموريتاني بل الشعر العربي:
لا تخش من شعرك المختارِ غيلتَهُ ۞ وانشر علي صحف التبليع رحلتَهُ
كان البيضاوي رحمه الله، المدفون بمقبرة باب أغمات بمراكش، عالما قاضيا سخيا أريحيا، وكان يجيد اللغة الفرنسية، وعن طريقها قرأ الكثير عن الفكر الغربي. يعد واحداً من أبرز أعلام الموريتانيين في القرن العشرين. وهو الذي يقول مخاطبا الفنان الكبير امحمد بن انكذي الشهير بالأعور وكان ذا صلع:
لَعَمرِي لقد خُضتُ القُرَى مِن كُناكِر ۞ وَجَاوزتُ أرضَ الصَّينِ بعد الجزائِرِ
وبالمغرِبِ الأقصَى دِيارِى ومنشئِي ۞ وسامرتُ أربَابَ الغِنَا والمزامِرِ
فما سمِعَت أذنِي ولم يَرَ ناظِرِي ۞ كذَا الأصلع المشهُورِ عن كلُّ شاعِرِ
وفي أحد أعداد مارس 1949 من نفس الجريدة نجد إشارة للبيضاوي باشا أيضا وذلك حين غطت هذه الجريدة توشيح التاجر الموريتاني الحاج محمد المختار ولد التومي الجكني الرمظاني المولود بكيفه سنة 1904 والذي كان من أبرز رجال الأعمال الموريتانيين في مدينة اللوكة بالسنغال وكان من العناصر الموريتانية الداعمة للنائب أحمدو ولد حرمة ولد ببانا.

الصورة السادسة: تكريم أحد رجالات العصابة عن جريدة حياة موريتانيا (Vie Mauritanienne) مارس 1949.
وتحدثت نفس الجريدة في أحد أعدادها (25 مارس 1950) عن زعيم أهل سيدي محمود: محمد الراظي وأحمد ولد عثمان ولد بكار زعيم اشراتيت ومحمد ولد عبد المالك الجكني الأشفاغي وغيرهم من شخصيات العصابة الوازنة وكيف تم توشيحهم وتكريمهم.
كما نجد في عدد هذه الجريدة الصادر في 2 مارس 1949 ذكرا لتكريم وتوشيح المختار بن حويا الجكني الإبراهيمي. وقد ولد المختار بن سيدي الامين بن حويه سنة 1915م وأخذ عن عدة مشايخ من علماء بلده واشتغل بالفتيا والقضاء والتدريس حتي سنة حين 1936 تقلد رئاسة أولاد إبراهيم إلي سنة 1954 فخرج مهاجرا إلي البلاد المقدسة حيث استقر بمكة المكرمة فكان يدرس في المدرسة الصولتية هنالك.
وتحدثت نفس الجريدة في أحد أعدادها (25 مارس 1950) عن زعيم أهل سيدي محمود: محمد الراظي وأحمد ولد عثمان ولد بكار زعيم اشراتيت ومحمد ولد عبد المالك الجكني الأشفاغي وغيرهم من شخصيات العصابة الوازنة وكيف تم توشيحهم وتكريمهم.
كما نجد في عدد هذه الجريدة الصادر في 2 مارس 1949 ذكرا لتكريم وتوشيح المختار بن حويا الجكني الإبراهيمي. وقد ولد المختار بن سيدي الامين بن حويه سنة 1915م وأخذ عن عدة مشايخ من علماء بلده واشتغل بالفتيا والقضاء والتدريس حتي سنة حين 1936 تقلد رئاسة أولاد إبراهيم إلي سنة 1954 فخرج مهاجرا إلي البلاد المقدسة حيث استقر بمكة المكرمة فكان يدرس في المدرسة الصولتية هنالك.

الصورة السابعة: تكريم عدد من رجالات العصابة عن جريدة حياة موريتانيا (Vie Mauritanienne) مارس 1950
ونجد تغطية إخبارية هامة لبعض الانتخابات التي أجراها الفرنسيون في العصابة والتي تم التنافس فيها بين مرشح "كتلة غورغول الديمقراطية" (le Bloc démocratique du Gorgol- BDG) البيطري سيدا محمان وهو من أصول مالية وبين مرشح التجمع التقدمي الموريتاني (Union progressistemauritanienne - UPM) محمد ولد دحود.

الصورة الثامنة: انتخاب مستشار لمنطقة العصابة وتكانت، عن جريدة حياة موريتانيا (Vie Mauritanienne).
ظلت منطقة العصابة بشخصياتها وأحداثها نقطة جذب للصحافة الفرنسية واهتمام بالغ من لدن الصحفيين الذين كانوا على تواصل مع الإدارة الفرنسية بسينلوي. من خلال الوثائق الفرنسية المتعلقة بالعصابة نلاحظ بسهولة أن هذه الإدارة كانت ترى أن هذه المنطقة التي تتوسط المجال الموريتاني هي بمثابة المجال الاستراتيجي الحيوي الذي تعتبر السيطرة عليه منطلقا للسيطرة على منافذ أخرى متصلة بهذا المجال. لذلك تعتبر هذه النصوص الصحفية والتقارير الإدارية ذات أهمية قصوى لمعرفة جزء من تاريخنا أحداثا وشخصيات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

07‏/09‏/2013

لعصابة: أمطار متفرقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية



سجلت مقاييس المطر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية الكميات التالية في أنحاء متفرقة من ولاية لعصابة
كيفه 11ملم
ميساح 24ملم
كندرة 20ملم
نواملين 11ملم
تزكرة 25 ملم
بير البركة 13 ملم
كرو 18 ملم
بومديد04 ملم
ارك 20ملم
كنكوصة 35ملم
هامد 42 ملم
جارلل 35 ملم
باركيول 15 ملم
شرق جوجا 80 ملم
أذراع 22 ملم
ام اشكاك 4.5 ملم
مقطع السفيرة 10ملم
زرتي 17ملم