04‏/12‏/2013

أدبيات: قصة شعر، بقلم محمد محمود/ احمد سالم

قصة شعر



كان يظنها هي، جلس بجنبها وتفحص عيونها، وقلب ملامح وجهها لأول مرة.وهي في قمة الانزعاج من نظراته التحقيقية كان حدسه ينبئه بأنها هي؛ بملامحها وبنظاراتها أيضا. بدأ يكتب عنها، عن تلك العيون التي سحرت لبه، وأوقدت شعريته، عن دلك البرقع العجيب ودلك الليل الواشي بصبحه. وفي منتصف الطريق انفتح الباب، كانت هي. وكان حدسه خاطئا. وكالعادة أمالت الأعناق وسرقت الأضواء ، استدعى التجلد، وتجرأ على الاستمرار:

أخيرا نزعت اللثام وتلك الستور
ففاضت شموس الجمال
وضلت سراها البدور
وكنت بعينيك نخلا وراء الغيوم
تغرد منه الطيور
وفجرا وراء الليالي
نجوما تشع بعيني صباح
وكأس نبيد تجمد بين الخمور
وها أنت عدت وعادت عيونك
رمزا يفيض بكنه المعاني
تلامس خد الغرور
وضاع الكلام وكنت كدوبا
وهاأنت أنت وتلك العيون
وهدا فضاؤك عاد
وصرت أدور
سأمحو الكلام وأنهي الفراغ
وأمحو السطور
قد انقشع الغيم لحظة توه
فسالت دماؤك من نظرتي
ولدت فرارا بباب العبور
عسى أستعيد العيون وأنت هنا
بجنب المداد وفوق الحروف
وحسك موج ببحري يمور
هلم أخيرا فقد نلتقي
وقد أختفي عنك خلف الصخور
أجيبي هواي ونادي هواك
وزيحي اللثام
فإنك وشم بخد السرور
وفجر بأرض الظلام
ودفئ ببرد وريح العطور