08‏/12‏/2013

أدبيات: رحلة بين الحاء والباء/ الشاعر ادي ولد ادب

شاطئا بَحْر الحُبِّ : حَاءٌ .. وبَــاءُ بَيْنَ هَذا وذاك سِـــرٌّ..فضَـــاءُ

بَيْنَ ذيْن الحَرْفيْن فاضتْ حُروفٌ ودُموعٌ .. وأنفـــسٌ.. ودِمَـاءُ
بَيْنَ ذيْـنِ الحَرْفيْنِ رحْلة تـــــــوْقِ خائضوها العُشَّاقُ ..وَالأوْلِياءُ

كـلّمَا لاحَ.. بالتّجَلِّي.. جَـمــــــالٌ أقلعُوا.. حيْثُ مَا هُناك انتهـاءُ
كمْ ترَامَتْ..مـا بَيْنَ حَرْفيْهِ..فُلكٌ فـإذا الشَّـاطِئانِ: مَــاءٌ.. وماءُ
ضاع منها جوديها.. فاستهامتْ وانتفى الأيْـنُ .. فالأمَامُ: وراءُ

بَيْنَ حَرْفيْهِ: يَسْجُدُ العَقلُ.. تعْنوا.. للـجُنونِ ..المُقدّسِ..العُـقـلاءُ
فـتذوبُ الفرُوقُ..مَا بَيْنَ حَرْفــيْـــ هِ.. يُؤاخي الأضدادَ حَاءٌ وبَـــاءُ
فـإذا بالطُّلول..تُـــورقُ.. حُــــبًّا والقصورُالزهْراءُ..شُعْثٌ..خلاءُ
والغِناءُ..البُـكــاءُ.. ذَوْبُ شُعُـورٍ والشـقاءُ الوَبيلُ.. نِعْمَ الهَنَـــاءُ

بَيْن حَرْفيْهِ: دَوْرَةِ الكَوْنِ تجْري فـلهُ تُمْطِــرُ البــلادَ السَّمَاءُ
ولهُ الأرْضُ تعْشقُ الشمْسَ حَتى يَتنَـاغى مَعَ الظـــــلام الضيَاءُ
عـازفيْن الحياةَ ..لحْـناً..فإمّـــــا يَنْضُبِ الحُبُّ.. يَسْتـبـدِّ الفَـنَاءُ

كلُّ شيْءٍ في الكوْن يَعْشقُ شيئا فلِمَاذا لا يَعْشقُ الشعَرَاءُ؟
بَيْنَ ذيْنِ الحَرْفيْنِ: رَفْرَفَ قلـبي أطبَـقَا.. حَوْلهُ ..فحُمَّ القضـاءُ
آهِ.. يا رَبُّ ..إنَّ حَرْفيْكَ: "حُبٌّ" مِثـلَ "كُنْ"..فاعِلٌ بهَا مَاتَشَاءُ

رَبَّنا.. الكوْنُ.. للمَحَـبَّـةِ..ظَــــامٍ عَـاثَ فِـيهِ.. تبَاغضٌ..وَعِــدَاءُ
فاغمُرَنْهُ..مَا بَيْنَ"حَاءٍ"..و"بَـاءٍ" يَنْـتـفِ الحِقدُ..يسْـتتـبِ الصفاءُ
ولتدَعْنا..في الحُبِّ..نحْيَا ونفنى فمَقامُ الحُبِّ..الجَمِيلِ..اصْطِفاءُ